والإمام أبو الرضا الكيسمي بن مهدي بن محمد بن خليفة بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش عليهم السلام.
دعا بعد وفاة الهادي الحقيني السابق ذكره، واتفق بينهما مقال أثرته الوشاة، فاجتمعا للإصلاح، وكان بينهما واد عليه قنطرة، فتسارع بعض من خاف من اختلاط الفريقين، فهدم القنطرة، فلم يمكن العبور عليها لفارس، ولا راجل، فتعاين الشريفان، فقال أحدهما لصاحبه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((عليكم بالتواصل والتزاور والتبادر، وإياكم والتقاطع والتدابر والتحاسد، وكونوا عباد الله إخوانا)).
وقال الآخر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يخذله ولا يظلمه ولا يستحقره، ولا يقبل عليه قول النمام، وأس التقوى هاهنا – وأشار بيده إلى صدره – فحسب امرئ من الشر أن يحقر المؤمن دمه حرام وماله حرام وعرضه حرام وحرام أن يظن به ظن السوء)).
ثم انصرف الفريقان، فهذا من مكنون الجواهر النبوية، ومخزون الذخائر العلوية، وهذه شمائل سادات البرية.
وتوفي بعده بمدة يسيرة بكيسم، وكان دعاؤه مستجابا، واستولى على جميع أقطار ديلمان وجيلان إلى طبرستان، ونابذ على مضي أحكام الله منابذة علوية. هذا، وليس له اسم إلا كنيته عليه السلام.