الإمام الحسين بن علي الفخي
والإمام أبو عبدالله الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط عليهم السلام، وأبوه هو الذي كانوا يعرفون في الحبس الأوقات برواتبه، وكان يدعى العابد.
صفته: قال الإمام أبو طالب عليه السلام: كان عليه السلام أسود الرأس واللحية لم يخالطه الشيب.
وكان الإمام الحسين بن علي يقسم بالله إنه يخاف أن لا تقبل منه صدقاته ؛ لأن الذهب والفضة والتراب عنده بمنزلة واحدة.
دعوته عليه السلام
دعا في المدينة يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة.
وبايعه من رؤساء أهل البيت صلوات الله عليهم: موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، وعبدالله بن الحسن الأفطس بن علي المثنى بن علي سيد العابدين بن الحسين السبط، وأخوه عمر، والإمام يحيى، والإمام إدريس، وسليمان أبناء عبدالله الكامل بن الحسن بن الحسن، وإبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن – والد الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي -، والحسن بن الإمام محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، وعلي بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، وعبدالله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، والحسن وطاهر ابنا محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، وطاهر بن إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، وغيرهم من جماعات أهل البيت وأوليائهم رضي الله عنهم.
ورقى الإمام الحسين بن علي المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: أيها الناس أنا ابن رسول الله، على منبر رسول الله، في مسجد رسول الله، أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أيها الناس أتطلبون أثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحجر والعود وهذا – ثم مد يده – من لحمه ودمه؟
وخرج في عصابة من آل محمد، وهم ستة وعشرون رجلا، وتوافوا هم وشيعتهم إلى ثلاثمائة وبعض عشرة عدة أهل بدر، سالين سيوفهم، داعي إلى الله، عاملين بكتاب الله، مواجهين لأعداء الله، لا تأخذهم في الله لومة لائم، والتقاهم من أحزاب الضلال وجموع الباطل: أربعون ألفا أنفذهم موسى الملقب الهادي بن محمد بن أبي الدوانيق، فدعاهم الإمام، ومن معه من جنود الله إلى كتاب الله، وإلى ما جاء به جده رسول الله، فلم يجيبوهم، فحمل فيهم الإمام، وحملت معه الطائفة على ما جرت به عادة الأئمة من أهل بيت رسول الله حتى أغرقوا الأرض من دمائهم، واستشهدوا في سبيل الله رب العالمين.
قال بعض من شهد الوقعة: إنه رأى الإمام وقد تنحى عنهم، وهم في أشد القتال، فدفن في الأرض شيئا، فظنه شيئا نفيسا، فلما انقضى القتال، وقتل الإمام ومن معه رجع إلى الموضع الذي رأى الإمام دفن فيه، فوجده قطعة من جبين الإمام صلوات الله عليه.
وكان الموضع الذي قتل فيه معروفا عند أهل البيت، مر منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصلى فيه، فلما كان في الركعة الثانية بكى، فبكى الناس، فلما أتم صلاته، قال: ما يبكيكم؟ قالوا: لما رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله، قال: نزل علي جبريل – لما صليت الركعة الأولى – فقال: (يا محمد إن رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان، وأجر الشهيد معه أجر شهيدين) رواه في الشافي.
ومر جعفر الصادق من فخ، وصلى فيه، وقال: يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة، تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة.
قال الإمام الهادي عليه السلام في الأحكام: ومثل الحسين بن علي الشهيد المحرم المجرد لله سبحانه المصمم الباذل نفسه لله في عصابة قليلة من المؤمنين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويضربون ويضربون حتى لقوا الله على ذلك، وقد رضي الله عنهم، وقبل فعلهم، فرحمة الله وبركاته عليهم.
وقتل – وهو محرم هو وأصحابه – وله من العمر إحدى وأربعون سنة، وقتل معه من أهل البيت سليمان بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، وعبدالله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، وغيرهم.
كلام الحسين عليه السلام حين لقيتهم الجيوش
قال الحسن بن عبد الواحد: حدثني أحمد بن كثير، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: سمعت الحسين ليلة الجمعة حين لقينا أصحاب يقطين فابتدأ الحسين في كلامه هذا حين لقيناهم وهو على حمار إدريس، والناس منصتون له، فقال: (يا أهل القرآن والله إن خصلتين أدناهما الجنة لشريفتان، وإن يبقيكم الله ويظفركم لنعملن بكتاب الله وسنة نبيه، ولتشبعن الأرملة، وليعيشن اليتيم، ولنعزن من أعزه كتاب الله وأولياءه، ولنذلن من أذله الحق والحكم من أعدائه، وإن تكن الخصلة الأخرى، فأنتم تبعا لسلفكم الصالح، تقدمون عليهم وأنتم داعون إليهم: رسول الله وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين، وزيد بن علي، ويحيى بن زيد، وعبدالله بن الحسن، ومحمد وإبراهيم ابنا عبدالله، فمن أي الخطتين تجزءون فوالله إن لم أجد غيري لحاكمتهم إلى الله حتى ألحق سيفي).
وقد حدثني أيضا أحمد بن حمزة الرازي، قال: حدثنا أحمد بن رشيد عن سعيد بن خثيم الهلالي قال: كنت مع الحسين صلوات الله عليه فاجتمعنا إليه قبل اللقاء فقام فينا خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد يا إخوتي ويا أخواتي ويا شيعة جدي وشيعة أبي، ومحبي جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد تبين لكم ظلم هؤلاء القوم وفسقهم وفجورهم وعداوتهم لله ولرسوله، وسيرتهم في أمة محمد، وارتكابهم المحارم، وتعطيلهم الحدود، وشربهم الخمور، وارتكابهم الشرور، وهتكهم الستور، واستئثارهم بالفي، وأمرهم بالمنكر، ونهيهم عن المعروف، دعاهم الشيطان فأجابوه، واستصرخهم فاتبعوه يسيرون فيكم بسيرة القياصرة والأكاسرة، يقتلون خياركم، ويستذلون فقهاءكم، يقضون بالهوى، ويحكمون بالرشا، ويولون السفهاء، ويظاهرون أهل الريب والردى، يقلون أمر المسلمين اليهود والنصارى، جبابرة عتاة، يلبسون الحرير، وينكحون الذكور، فكيف لا يغضب أولوا النهى أم كيف يسيغ الطعام لأهل البر والتقوى، قد درس الكتاب فأول على غير تأويله، وغني به على المعازف فحرف عن تنزيله، فلم يبق من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، فلو أن مؤمنا تقطعت نفسه قطعا أما كان ذلك لله رضا، بل كان بذلك عندي جدير، اخرجوا بنا إلى الله واصطبروا فوالله إن الراحة منهم ومن المقام معهم في دارهم لراحة، والجهاد عليكم فريضة، فقاتلوهم، الله قد فرض عليكم جهادهم، واصبروا أنفسكم فإن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص، وكونوا ممن أحب الله والدار الآخرة، وباين أعداءه [وأحب] وآثر لقاءءه. عصمنا الله وإياكم.
وحدثني هارون الوشاء، قال: حدثني عبد العزيز بن يحيى الكنائي، ويقال: إنه كان من الدعاة إلى يحيى بن عبدالله، قال: لما صار الحسين بفخ خرج يحيى على فرسه يحرض الناس، فقال – بعدما حمد الله -: أبشروا معشر من حضر من المسلمين، فإنكم أنصار الله وأنصار كتابه وأنصار رسوله، وأعوان الحق، وخيار أهل الأرض، وعلى ملة الإسلام ومنهاجه الذي اختاره لأنبيائه المرسلين، وأوليائه الصابرين، أوما سمعتم الله يقول: ?إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم?..إلى قوله: ?وبشر المؤمنين? [التوبة:111-112].
ثم قال: والله ما أعرف على ظهر الأرض أحدا سواكم إلا من كان على مثل رأيكم حالت بينكم وبينه المعاذير، إما فقير لا يقدر على ما يحتمل به إلينا، فهو يدعو الله في آناء ليله ونهاره، أو غنيا ببعدت داره منا، فلم تدركه دعوتنا، أو محبوس عند الفسقة وقلبه عندنا ممن أرجو أن يكون ممن وفى لله بما اشترى منه، فما تنتظرون عباد الله بجهاد من قد أقبل إلى ذرية نبيهم ليسوا ذراريهم، ويجتاحوا أنفسهم.
ثم قال: اللهم احكم بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الحاكمين، قال: فبرز للقتال ووجه إليه موسى بن عمر وإلى جميع أصحابه يعرض عليهم الأمان، فقال الحسين: وأي أمان لكم يا فجرة، المغرور من غررتموه بأمانكم وكيف وأنتم تغرونه عن دينه بحياة يسيرة تطمعونه فيها، فإذا ركن إليها قتلتموه، أليس من وصية آبائكم زعمتم قتل كل منهم ومن سأل الأمان عند الظفر به، فخرج إليه جميع من حضر من بني العباس ومواليهم والجند وتقطعوا آخر أمرهم ثم ليسوا إلا فيه وبعثوا إليه بأمانه، وبذلوا له مالا فأبى إلا قتالهم أو الرجوع عما هم عليه من الإثم والعدوان، ومعاونة الظالمين.
قال: فشدوا عليه عندما يئسوا من خديعته بأمانهم وحملوا عليه وعلى أصحابه حملة شديدة، فثبتوا لهم، وقتل منهم جماعة.
فحدثني محمد بن القاسم بن إبراهيم – وكان إبراهيم بن إسماعيل طبا طبا ممن خرج مع الحسين -، قال: كان محمد بن سليمان بن علي ممن بعث مع موسى بن عيسى، وكانت أمه حسينية وهي زينب ابنة جعفر بن الحسن بن الحسن، قال: فلما تصافوا بفخ خرج محمد من عسكر المسودة، فلقي الحسين وسلم عليه، وقال: والله يا خال ما أشخصني إلى هذا البلد إلا الشفقة عليك والظن بك ورجاء أن يحقن الله دمك، فقال له الحسين: ما أعرفني بما تحاول من خديعتي من ديني ودنياي، غليك عني، فقال له: يا خال، لا تفعل اقبل نصيحتي ولا تعرض نفسك للهلكة وإن معي كتابا قد أخذته لك من ابن عمك الخليفة موسى الهادي ابن محمد المهدي بأمانك وجعل إلي أن أعرض عليك كل ما أحببت فصر إلى أي بلد شئت وسم ما شئت من الأموال والقطائع والضياع، قال: فأقبل الحسين عليه السلام، فقال: يا عبد خيزران وخالصة: أتظن أني إنما خرجت في طلب الدنيا التي تعظمونها، أو للرغبة فيما تعرضون علي من أموال المسلمين، ليس ذلك كما تظن إنما خرجت غضبا لله ونصرة لدينه، وطلبا للشهادة، وأن يجعل الله مقامي هذا حجة على الأمة، واقتديت في ذلك بأسلافي الماضيين المجاهدين، لا حاجة لي في شيء مما عرضت علي، وأنا نافذ فيما خرجت له وماضي على بصيرتي حتى ألحق بربي.
قال: فلما رأت المسودة ثبات أصحاب الحسين وصبرهم جعلوا له كمينا من ورائهم، ثم…. لهم حتى خرجوا من الموضع الذي كانوا قد الجأوا فيه ظهورهم إلى الجبل الذي سده الحسين بنفسه وأصحابه، وقطع مجاز الخيل فيه بالفخ، وهو على تلك الحال إلى اليوم، فلما خرج عليهم الكمين قاتل الحسين وأصحابه قتالا شديدا حتى كثر القتل في الفريقين جميعا، ثم حملت العساكر جميعها فصبروا لهم حتى أبيدوا بأجمعهم، وقتل الحسين صلوات الله عليه ولعن قاتله، وثبت في المعركة وصرع أهله حوله بعد منازلة ومدافعة وصبر عظيم على وقع الحديد.
ولقد أخبرني حمدان بن منظور، قال: حدثني القاسم بن إبراهيم الإمام العالم صلوات الله عليه عمن ذكره من أصحابه، قال: رأيت الحسين والناس في المعركة اعتزل فدفن شيئا فاتبع ذلك الدفين فإذا هو بعض وجهه، ضرب في وجهه ضربة برت عامته، فاعتزل حتى دفنه ثم تلثم على وجهه وعاود الحرب صلوات الله عليه.
وحدثني أيضا عن محمد بن منصور عن القاسم عن أبيه، قال: قيل للحسين بعدما أثخن الإثخان: فقد أعذرت، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله ليبغض العبد يستأسر إلا من جراحة مثخنة)) قال: وقال لهم الحسين: يا بني عمي انحازوا وامضوا إلى أي النواحي فعسى أن تدركوا بثأرنا يوما من الدهر، وقال: فإني غير مفارقهم حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين، فأبوا وصبروا حتى قتلوا قدامه واحدا واحدا، وأصابت يحيى بن عبدالله سبعون نشابة بين درعه، وكثر حتى صار كالقنفذ، وجرح أخوه إدريس بن عبدالله حتى انصبغ قميصه، وجرح الحسين بن محمد بن عبدالله وفقئت عينه بنشابة.
وروى الإمام المنصور بالله أن الذين حضروا قتله اسودت وجوههم قاطبة، قال عبد المجيد بن عبدون في بسامته:
دم بفخ لآل المصطفى هدر
وأسبلت عبرة الروح الأمين على
ولما اعترض عليه بأن جبريل عليه السلام لم يؤثر أنه بكى إلا على الحسين السبط عليه السلام، قال ابن الوزير في بسامته: وأسبلت عبرات المؤمنين على..إلخ.
قال الإمام المنصور بالله عليه السلام في الشافي: وقد ذكرنا من وجوه من خرج معه عليه السلام من أهل بيته، وخرج معه من فضلاء الناس: سعيد بن خثيم، وعلي بن هاشم المعروف بالبريد، ويحيى بن يعلى، وعامر السراج، ونصر الخفاف، وكان من الصالحين، وكان من حديثه، قال: أصابتني ضربة فبرت اللحم والعظم، فبت ليلتي أعوي منها، وأنا أخاف أن يجيئوني فيأخذوني إذا سمعوا الصوت فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد جاء فأخذ عظما فوضعه على عضدي فأصبحت وما أجد من الوجع قليلا ولا كثيرا.
قال أبو سهل الرازي في كتابه أخبار فخ بسنده: محمد بن يوسف بن إبراهيم بن موسى عن أبيه، قال: لما كان من أمر الحسين صلوات الله عليه بفخ ما كان أحضر موسى الهادي موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، والقاسم بن محمد بن عبدالله، فقال للقاسم: والله لأقتلنك يا ابن الفاعلة قتلة ما قتلها أحد قبلي أحدا قبلك، قال القاسم: الفاعلة هي الصناجة التي اشتريت بأموال المسلمين إياي تهدد بالقتل الذي لم يسبقك إليه ظالم، فلأصبرن لك صبرا ما صبره أحد قبيل طلبا لمرضاة الله وجميل ثوابه، قالوا: فأمر موسى – لعنه الله – بالمناشير فأحضرت ثم أقام على كل عضو منه نشارا، فنشروا وجهه صفيحة واحدة، ثم نشروا عضوا عضوا حتى أتوا على جميع بدنه، قالوا جميعا: فما تأوه صلوات الله عليه ولا تحرك حتى جردوا عظامه عن لحمه وفرقوا بين جميع أعضائه.
فقال له الملعون موسى: كيف رأيت يا ابن الفاعلة؟ قال له القاسم عليه السلام: يا مسكين لو رأيت ما أرى من الذي أكرمني الله به في دار المقامة، وما أعد لك من العذاب في دار الهوان لرأيت حسرة دائمة وتبينت النقمة العاجلة، وخرجت نفس القاسم مع آخر كلامه.
قال: ولما حضرت محمد بن سليمان الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة، فلم يفصح بها لسانه إلا أنه يقول:
ألا ليت أمي لم تلدني ولم أكن …. شهدت حسينا يوم فخ ولا الحسن
فلم يزل يردد هذا البيت حتى مات.
ومما رثي به قتلى فخ قول عيسى بن عبدالله يرثي الحسين صاحب فخ عليه السلام:
فلأبكين على الحسين …. بعبرة وعلى الحسن
وعلى ابن عاتكة الذي …. أردوه ليس بذي كفن
تركوا بفخ غدوة …. في غير منزلة الوطن
كانوا كراما فانقضوا …. لا طائشين ولا جبن
غسلوا المذلة عنهمو …. غسل الثياب من الدرن
هدي العباد بحبهم …. فلهم على الناس المنن
قال: حدثني علي بن إبراهيم الحلوي عن نفسه، قال: رأيت في النوم رجلا يسألني أن أنشده هذه الأبيات، فأنشدته، فقال: زد فيها:
قوم كرام سادة …. من هم ومن هم ثم من