الإمام الحسن بن علي عليهما السلام
(مولده عليه السلام: في النصف من رمضان سنة ثلاث للهجرة، وقيل: للنصف من شهر شعبان سنة ثلاث للهجرة).
صفته: قال الإمام أبو طالب عليه السلام: كان عليه السلام يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أعلاه من عند رأسه إلى سرته، وكان أبيض اللون، فصيح اللسان، قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((له هيبتي وسؤددي)).
بيعته عليه السلام
بويع له عليه السلام يوم الاثنين، لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربعين، وخرج لقتال معاوية، وعسكر بالنخيلة، فغدر به أصحابه فاضطر للمصالحة.
ولما غدرت به الأمة الغادرة، ونكثت عهده الجبابرة، ورفضت قول أبيه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلامه: ((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما))، اضطر إلى مهادنة بني أمية، وصعد المنبر فقال – بعد حمد الله، والثناء عليه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم -: (أيها الناس والله ما بين جابلق وجابلص ابن بنت نبي غيري وغير أخي، فيكن استماعكم لقولي على قدر معرفتكم بحقي، أيها الناس إنا كنا نقاتل وفينا الصبر والحمية، فقد شيب الصبر بالجزع، وشيبت الحمية بالعداوة، وإنكم أصبحتم اليوم بين باكيين: باك يبكي لقتلى صفين خاذل، وباك يبكي لقتلى النهروان ثائر، وإنكم قد دعيتم إلى أمر ليس فيه رضى ولا نصفة، فإن كنتم تريدون الله واليوم الآخر حاكمناهم إلى ظبات السيوف، وأطراف الرماح، وإن كنتم تريدون الدنيا أخذنا لكم العافية).
قال في الشافي – عند ذكر هذه الخطبة -: فتنادى الناس من جوانب المسجد: البقية البقية.
قال في القاموس: جابلص – بفتح الباء واللام أو سكونها -: بلد في المغرب ليس وراءه إنسي، وجابلق: بلد بالمشرق.
أولاده عليه السلام
قال الإمام أبو طالب عليه السلام: الحسن – وكان وصي أبيه، ووالي صدقته -، وزيد، وعمر، والقاسم، وأبو بكر، قتلا بالطف، وعبدالله كذلك، وعبد الرحمن، والحسين، وطلحة الجود – جده طلحة بن عبيدالله -، وإسماعيل، ويعقوب، ومحمد، وجعفر، وحمزة.
والعقب منهم لاثنين: الحسن، وزيد انتهى بتغيير.
وسمه معاوية بن أبي سفيان كافأه الله، توفي سنة خمسين من الهجرة وعمره ست وأربعون سنة، قال ابن عبدون:
أتت بمعضلة الألباب والفكر
وفي ابن هند وفي ابن المصطفى حسن