الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
وبعد
فهذه نبذة مختصرة عن الزيدية تتحدث عن من هم الزيديه ,مميزات الفكر الزيدي أعلامه وقد اشتملت على بعض النقاط المهمة والميزات وطريقة الاجتهاد في المذهب الذي يعتمد على الكتاب أولا ……الخ
أولاً من هم الزيدية :
يطلق اسم الزيديه على أئمة أهل البيت النبوي ومن تابعهم في العدل والتوحيد والقول بإمامة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأحقيته بالخلافة , ونسبته إلى الإمام زيد بن علي عليه السلام إنما هي نسبة انتماء فكري لا تقليد تعصبي مذهبي, بل أصبح هذا الاسم شعار حرية ,وكرامة ,وتضحية ,وجهاد. رفعه من سار على نهج الإمام زيد عليه السلام من أهل البيت الطاهر يقول: الإمام عبدالله بن حمزة عليه السلام ( واختصت الفرقة هذه من العترة وشيعتهم بالزيدية وإلا فالأصل ,علي والتشيع له لخروج زيد على أئمة الظلمة وقتالهم في الدين فمن صوبهم من الشيعة وصوبه وحذا حذوه من العترة فهو زيدي بلا خلا ف بين أهل الإسلام ) اهـ والمذهب الزيدي ليس مذهبا فقهيا لأنه يدعو إلى الاجتهاد ونبذ التقليد بل هو مجموعة من القواعد الأصولية المبنية على تحكيم العقل و الشرع يقول الإمام مجد الدين ألمؤيدي ( فأما المذهب الفقهي المعروف المتداول بين أهل الفقه في اليمن فليس المراد به المذهب الزيدي كما يتوهم ولا مذهب جملة أهل البيت بل المراد به في الأصل كما نص عليه أعلام المحققين قواعد أصول أخذوها من أقوال الإمام القاسم بن إبراهيم وأولاده وحفيده الهادي إلى الحق عليه السلام )
وتعتمد الزيديه في الاستدلال على تقديم كتاب الله وما وافقه من ألسنه وعلى إجماع العترة و الأمة أيضا وعلى القياس وعلى العقل وفقا للشروط المعتبرة .
ثانيا ًمميزات الفكر الزيدي ومبادئه :
1- القول بالعدل والتوحيد : معناه أن تنزه الله تعالى عن الظلم والعبث وتكليف مالا يطاق و الجبر و التشبيه وغير ذلك من صفات النقص وكذلك منه القول بان أفعال العباد منهم ومن هنا سميت الزيديه ومن وافقهم من العدلية
2- إعمال العقل وتحكيمه واستعمال النظر فيما له فيه مجال أخذا بما في القران الكريم من الحث على ذلك وعملا بقوله صلى الله عليه واله وسلم ( من أخذ دينه عن التفكر في ألآء الله والتدبر لكتاب الله زالت الجبال الرواسي ولم يزل
ولهذا تجد المذهب الزيدي موافقا للفطرة بعيدا عن فكر الخرافة كما في غيره من المذاهب الإسلامية
3- الاجتهاد فيما له مسرح وإعمال الأدلة من الكتاب والسنة المتواترة والموافقة لكتاب الله وإجماع العترة و الأمة والقياس …. وترك التقليد وإنما يقلد العامي للضرورة ولذا تجد المذهب الزيدي ليس له فقه خاص به بل لكل من ألائمه من الأنظار الفقهية ما يختص به ويراه موافقا لنظره بل قد نجد منهم من يخالف رأيه في المسائل الفقهية رأي والده أو شيخه وهذا يدل على تحرر المذهب والفكر الزيدي عن التقليد الأعمى والتعصب المذموم وانفتاحه .
4- الخروج على الظلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا المبدأ هوأهم ما يميز الزيديه عن غيرهم وهو الأساس الذي إنبنى عليه الفكر الزيدي من لدن الإمام الأعظم زيد بن علي عليه السلام وتجسد من بعده في من تابعه وذلك امتثالا لقوله تعالى ( ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ونحو ذلك . وذلك في إطار البصيرة التي ذكرها الإمام زيد , ولذلك فانك ترى المذهب الزيدي محارباَ من الولاة والملوك بخلاف غيره من المذاهب التي لا ترى الخروج على الظالم .
5- الإمــامــة : عند الزيديه ليست محصورة في أفراد بأسمائهم وأعيانهم ولا تكون بالشورى ولا بالغلبة كما عند بعضٍ غيرهم بل كل من قام ودعا وأخذ بالعزيمة من من ذرية الحسن والحسين مستكملا للشروط اللازمة كالاجتهاد وعدم سبق غيره إليها مستحقا لها ,والورع ,والشجاعة ,والقدرة على التدبير,وغيرها فهو الأولى والأحق بالإمامة وتجب نصرته وطاعته في إطار طاعة الله إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا تجوز مخالفته لقوله صلى الله عليه واله وسلم (من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله وخليفة رسوله وخليفة كتابه ) ولقوله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )وفي الشافي بسنده إلى الإمام زيد بن علي عليه السلام انه قال الأئمة المفترضة منا طاعتهم ,علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام , والقائم بالسيف يدعو إلى كتاب ربه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم
ثالثاَ أبرز أعلام الزيدية :
1- الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام إليه ينسب هذا المذهب وهو فاتح باب الجهاد والاجتهاد يلقب بحليف القران .
2- الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
3- الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام وولديه المرتضى والناصر .
4- الإمام الناصر الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
5- الإمامان المؤيد بالله أحمد وأبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني عليهما السلام .
6- محمد بن منصور المرادي رضي الله عنه .
7- الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى عليه السلام .
8- الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي عليه السلام .
وهؤلاء طبعا بعد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وعلي والحسن والحسين عليهم السلام وهناك الكثير من الأئمة الإعلام الذين برزوا في أزمانهم ورفعوا رايات الجهاد ضد الظلمة والمنحرفين . أمثال الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية, والمتوكل على الله احمد بن سليمان عليهم السلام , والمنصور بالله عبدالله بن حمزة وغيرهم كثير ممن يطول حصرهم .
هذا وقد يعتقد البعض أن الزيديه هم المعتزلة أو جزء منهم لموافقتهم إياهم في كثير من المسائل الأصولية لكن الحقيقة أنهم يخالفوهم في مسائل كثيرة . فالزيديه لهم فكرهم الخاص الوسطي البعيد عن الغلو في الدين والتعمق الزائد الخارج عن حدود العقل وطاقة البشر مع التمسك بحب أهل البيت وموالاتهم بعيدا عن تأليههم أو المغالاة بحبهم فما زال مذهبهم عذب المورد سهل المقصد ملائما للفطرة , ورثوه عن آبائهم كابرا عن كابر. وصلى الله وسلم على محمد واله